الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: الحاوي في تفسير القرآن الكريم
قوله تعالى: {إذا ضربوا في الأرض} يجوز أن تكون إذا هنا تحكى بها حالهم، فلا يراد بها المستقبل لا محالة، فعلى هذا يجوز أن يعمل فيها قالوا وهو للماضي، ويجوز أن يكون كفروا وقالوا ماضيين، ويراد بها المستقبل المحكى به الحال، فعلى هذا يكون التقدير: يكفرون ويقولون لإخوانهم {أو كانوا غزى} الجمهور على تشديد الزاى وهو جمع غاز، والقياس غزاة كقاض وقضاة، لكنه جاء على فعل حملا على الصحيح نحو شاهد وشهد وصائم وصوم.ويقرأ بتخفيف الزاى وفيه وجهان: أحدهما أن أصله غزاة، فحذفت الهاء تخفيفا لأن التاء دليل الجمع، وقد حصل ذلك من نفس الصفة.والثانى أنه أراد قراءة الجماعة، فحذف إحدى الزايين كراهية التضعيف {ليجعل الله} اللام تتعلق بمحذوف: أي ندمهم أو أوقع في قلوبهم ذلك ليجعله حسرة، وجعل هنا بمعنى صير، وقيل اللام هنا لام العاقبة: أي صار أمرهم إلى ذلك كقوله: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوا}.قوله تعالى: {أو متم} الجمهور على ضم الميم وهو الأصل، لأن الفعل منه يموت، ويقرأ بالكسر وهو لغة، يقال مات يمات مثل خاف يخاف، فكما تقول خفت تقول مت {لمغفرة} مبتدأ، و{من الله} صفته {ورحمة} معطوف عليه، والتقدير: ورحمة لهم، و{خير} الخبر، وما بمعنى الذى، أو نكرة موصوفة والعائد محذوف، ويجوز أن تكون مصدرية ويكون المفعول محذوفا: أي من جمعهم المال.قوله تعالى: {لإلى الله} اللام جواب قسم محذوف، ولدخولها على حرف الجر جاز أن يأتي {يحشرون} غير مؤكد بالنون، والأصل لتحشرون إلى الله.قوله تعالى: {فبما رحمة} ما زائدة، وقال الأخفش وغيره: يجوز أن تكون نكرة بمعنى شئ، ورحمة بدل منه، والباء تتعلق بلنت {وشاورهم في الأمر} الأمر هنا جنس، وهو عام يراد به الخاص، لأنه لم يؤمر بمشاورتهم في الفرائض، ولذلك قرأ ابن عباس {في بعض الأمر} {فإذا عزمت} الجمهور على فتح الزاى: أي إذا تخيرت أمرا بالمشاورة وعزمت على فعله {فتوكل على الله} ويقرأ بضم التاء: أي إذا أمرتك بفعل شيء فتوكل على فوضع الظاهر موضع المضمر.قوله تعالى: {فمن ذا الذى} هو مثل {من ذا الذي يقرض} وقد ذكر {من بعده} أي من بعد خذلانه فحذف المضاف، ويجوز أن تكون الهاء ضمير الخذلان: أي بعد الخذلان.قوله تعالى: {أن يغل} يقرأ بفتح الياء وضم الغين على نسبة الفعل إلى النبي:أي ذلك غير جائز عليه، ويدل على ذلك قوله: {يأت بما غل} ومفعول يغل محذوف: أي يغل الغنيمة أو المال، ويقرأ بضم الياء وفتح الغين على ما لم يسم فاعله، وفى المعنى ثلاثة أوجه: أحدها أن يكون ماضيه أغللته: أي نسبته إلى الغلول، كما تقول: أكذبته إذا نسبته إلى الكذب: أي لا يقال عنه أنه يغل: أي يخون.الثاني هو من أغللته إذا وجدته غالا كقولك: أحمدت الرجل إذا أصبته محمودا.والثالث معناه أن يغله غيره: أي ماكان لنبى أن يخان {ومن يغلل} مستأنفة، ويجوز أن تكون حالا ويكون التقدير: في حال علم الغال بعقوبة الغلول.هو تعالى: {أفمن اتبع} من بمعنى الذي في موضع رفع بالابتداء، و{كمن} الخبر، ولا يكون شرطا لأن كمن لا يصلح أن يكون جوابا، و{بسخط} حال.قوله تعالى: {هم درجات} مبتدأ وخبر، والتقدير: ذو درجات فحذف المضاف، و{عند الله} ظرف لمعنى درجات كأنه قال هم متفاضلون عند الله، ويجوز أن يكون صفة لدرجات.قوله تعالى: {من أنفسهم} في موضع نصب صفة لرسول، ويجوز أن يتعلق ببعث، وما في هذه الآية قد ذكر مثله في قوله: {وابعث فيهم رسولا منهم}.قوله تعالى: {قد أصبتهم مثليها} في موضع رفع صفة لمصيبة.قوله تعالى: {وما أصابكم} ما بمعنى الذي وهو مبتدأ، والخبر {فبإذن الله} أي واقع بإذن الله {وليعلم} اللام متعلقة بمحذوف: أي وليعلم الله أصابكم هذا، ويجوز أن يكون معطوفا على معنى فبإذن الله تقديره: فبإذن الله ولأن يعلم الله {تعالوا قاتلوا} إنما لم يأت بحرف العطف لأنه أراد أن يجعل كل واحدة من الجملتين مقصودة بنفسها، ويجوز أن يقال: إن المقصود هو الأمر بالقتال، وتعالوا ذكر ما لو سكت عنه لكان في الكلام دليل عليه، وقيل الأمر الثاني حال {هم للكفر}.اللام في قوله للكفر و{للإيمان} متعلقة بأقرب، وجاز أن يعمل أقرب فيهما لأنهما يشبهان الظرف، وكما عمل أطيب في قولهم هذا بسرا أطيب منه رطبا في الظرفين المقدرين لأن أفعل يدل على معنيين على أصل الفعل وزيادته فيعمل في كل واحد منهما بمعنى غير الآخر، فتقديره: تزيد قربهم إلى الكفر على قربهم على الإيمان، واللام هنا على بابها، وقيل هي بمعنى إلى {يقولون} مستأنف، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أقرب: أي قربوا إلى الكفر قائلين.قوله تعالى: {الذين قاتلوا} يجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار أعنى، أو صفة للذين نافقوا أو بدلا منه، وفى موضع جر بدلا من المجرور في أفواههم أو قلوبهم، ويجوز أن يكون مبتدأ والخبر {قل فادرءوا} والتقدير: قل لهم {وقعدوا} ويجوز أن يكون معطوفا على الصلة معترضا بين قالوا ومعمولها وهو {لو أطاعونا} وأن يكون حالا، وقد مرادة.قوله تعالى: {بل أحياء} أي بل هم أحياء، ويقرأ بالنصب عطفا على أمواتا كما تقول: ظننت زيدا قائما بل قاعدا، وقيل أضمر الفعل تقديره: بل أحسبوهم أحياء، وحذف ذلك لتقدم ما يدل عليه، و{عند ربهم} صفة لاحياء، ويجوز أن يكون ظرفا لأحياء لأن المعنى يحيون عند الله، ويجوز أن يكون ظرفا لـ {يرزقون} ويرزقون صفة لأحياء، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في أحياء: أي يحيون مرزوقين، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في الظرف إذا جعلته صفة.قوله تعالى: {فرحين} يجوز أن يكون حالا من الضمير في يرزقون، ويجوز أن يكون صفة لأحياء إذا نصب، ويجوز أن ينتصب على المدح، ويجوز أن يكون من الضمير في أحياء أو من الضمير في الظرف {من فضله} حال من العائد المحذوف في الظرف تقديره: بما آتاهموه كائنا من فضله {ويستبشرون} معطوف على فرحين، لأن اسم الفاعل هنا يشبه الفعل المضارع، ويجوز أن يكون التقدير: وهم يستبشرون فتكون الجملة حالا من الضمير في فرحين، أو من ضمير المفعول في آتاهم {من خلفهم} متعلق بيلحقوا، ويجوز أن يكون حالا تقديره: متخلفين عنهم {ألا خوف عليهم} أي بأن لاخوف عليهم، فأن مصدرية، وموضع الجملة بدل من الذين بدل الاشتمال: أي ويستبشرون بسلامة الذين لم يلحقوا بهم، ويجوز أن يكون التقدير: لإنهم لاخوف عليهم فيكون مفعولا من أجله.قوله تعالى: {يستبشرون} هو مستأنف مكرر التوكيد {وأن الله} بالفتح عطفا على بنعمة من الله: أي وبأن الله، وبالكسر على الاستئناف.قوله تعالى: {الذين استجابوا} في موضع جر صفة للمؤمنين أو نصب على إضمار أعنى، أو رفع على إضمارهم، أو مبتدأ وخبره {للذين أحسنوا منهم واتقوا} ومنهم حال من الضمير في أحسنوا، و{الذين قال لهم الناس} بدل من الذين استجابوا أوصفة.قوله تعالى: {فزادهم إيمانا} الفاعل مضمر تقديره: زادهم القول: {حسبنا الله} مبتدأ وخبر، وحسب مصدر في موضع اسم الفاعل تقديره: فحسبنا الله: أي كافينا، يقال: أحسبنى الشيء أي كفانى.قوله تعالى: {بنعمة من الله} في موضع الحال، ويجوز أن يكون مفعولا به {لم يمسسهم} حال أيضا من الضمير في انقلبوا، ويجوز أن يكون العامل فيها بنعمة، وصاحب الحال الضمير في الحال تقديره: فانقلبوا منعمين بريئين من سوء {واتبعوا} معطوف على انقلبوا، ويجوز أن يكون حالا: أي وقد اتبعوا.قوله تعالى: {ذلكم} مبتدأ، و{الشيطان} خبره، و{يخوف} يجوز أن يكون حالا من الشيطان، والعامل الإشارة، ويجوز أن يكون الشيطان بدلا أو عطف بيان، ويخوف الخبر، والتقدير: يخوفكم بأوليائه، وقرئ في الشذوذ {يخوفكم أولياؤه} وقيل لا حذف فيه، والمعنى يخوف من يتبعه، فأما من توكل على الله فلا يخافه {فلا تخافوهم} إنما جمع الضمير لان الشيطان جنس، ويجوز أن يكون الضمير للأولياء.قوله تعالى: {لا يحزنك} الجمهور على فتح الياء وضم الزاى والماضي حزنه، ويقرأ بضم الياء وكسر الزاى والماضي أحزن وهى لغة قليلة، وقيل حزن حدث له الحزن، وحزنته أحدثت له الحزن، وأحزنته عرضته للحزن {يسارعون} يقرأ بالإمالة والتفخيم، ويقرأ يسرعون بغير ألف من أسرع {شيئا} في موضع المصدر أي ضررا.قوله تعالى: {ولا يحسبن الذين كفروا} يقرأ بالياء، وفاعله الذين كفروا، وأما المفعولان فالقائم مقامهما قوله: {إنما نملي لهم خير لانفسهم} فإن وما عملت فيه تسد مسد المفعولين عند سيبويه، وعند الأخفش المفعول الثاني محذوف تقديره: نافعا أو نحو ذلك، وفى ما وجهان:أحدهما هي بمعنى الذى، والثانى مصدرية، ولا يجوز أن تكون كافة ولا زائدة، إذ لو كان كذلك لانتصب خير بنملى، واحتاجت أن إلى خبر إذا كانت ما زائدة أو قدر الفعل يليها، وكلاهما ممتنع وقد قرئ شاذا بالنصب على أن يكون لانفسهم خبر إن، ولهم تبيين أو حال من خير، وقد قرئ في الشاذ بكسر إن وهو جواب قسم محذوف، والقسم وجوابه يسدان مسد المفعولين، وقرأ حمزة {تحسبن} بالتاء على الخطاب للنبى صلى الله عليه وسلم الذين كفروا المفعول الأول، وفي المفعول الثاني وجهان: أحدهما الجملة من أن وما عملت فيه، والثانى أن المفعول الأول محذوف أقيم المضاف إليه مقامه، والتقدير: ولا تحسبن إملاء الذين كفروا، وقوله: {أنما نملي لهم} بدل من المضاف المحذوف، والجملة سدت مسد المفعولين، والتقدير: ولا تحسبن أن إملاء الذين كفروا خير لأنفسهم، ويجوز أن تجعل أن وما عملت فيه بدلا من الذين كفروا بدل الاشتمال، والجملة سدت مسد المفعولين {أنما نملي لهم ليزدادوا} مستأنف وقيل أنما نملي لهم تكرير للأول، وليزدادوا هو المفعول الثاني لتحسب على قراءة التاء، والتقدير: ولا تحسبن يا محمد إملاء الذين كفروا خيرا ليزدادوا إيمانا بل ليزدادوا إثما، ويروى عن بعض الصحابة أنه قرأه كذلك.قوله تعالى: {ماكان الله ليذر} خبر كان محذوف تقديره ما كان الله مريدا لأن يذر، ولا يجوز أن يكون الخبر ليذر لأن الفعل بعد اللام ينتصب بأن فيصير التقدير: ماكان الله ليترك المؤمنين على ما أنتم عليه، وخبر كان هو اسمها في المعنى، وليس الترك هو الله تعالى، وقال الكوفيون اللام زائدة والخبر هو الفعل وهذا ضعيف لأن ما بعدها قد انتصب، فإن كان النصب باللام نفسها فليست زائدة، وإن كان النصب بأن فسد لما ذكرنا، وأصل يذر يوذر، فحذفت الواو تشبيها لها بيدع لأنها في معناها، وليس لحذف الواو في يذر علة إذا لم تقع بين ياء وكسرة ولا ما هو في تقديره الكسرة، بخلاف يدع فإن الأصل يودع، فحذفت الواو لوقوعها بين الياء وبين ما هو في تقدير الكسرة، إذ الأصل يودع مثل يوعد، وإنما فتحت الدال من يدع، لأن لامه حرف حلقى فيفتح له ما قبله، ومثله يسع ويطأ ويقع ونحو ذلك، ولم يستعمل من يذر ماضيا اكتفاء بترك {يميز} يقرأ بسكون الياء وماضيه ماز، وبتشديدها وماضيه ميز، وهما بمعنى واحد، وليس التشديد لتعدى الفعل مثل فرح وفرحته، لأن ماز وميز يتعديان إلى مفعول واحد.قوله تعالى: {ولا يحسبن} يقرأ بالياء على الغيبة، و{الذين يبخلون} الفاعل، وفى المفعول الأول وجهان: أحدهما {هو} وهو ضمير البخل الذي دل عليه يبخلون.والثانى هو محذوف تقديره البخل، وهو على هذا فصل، ويقرأ {تحسبن} بالتاء على الخطاب، والتقدير: ولا تحسبن يا محمد بخل الذين يبخلون، فحذف المضاف وهو ضعيف لأن فيه إضمار البخل قبل ذكر ما يدل عليه، وهو على هذا فصل أو توكيد، والأصل في {ميراث} موراث فقلبت الواو ياء لانكسار ما قبلها والميراث مصدر كالميعاد.قوله تعالى: {لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير} العامل في موضع إن وما عملت فيه، قالوا وهى المحكية به، ويجوز أن يكون معمولا لقول المضاف لأنه مصدر، وهذا يخرج على قول الكوفيين في إعمال الأول وهو أصل ضعيف، ويزداد هنا ضعفا لأن الثاني فعل والأول مصدر، وإعمال الفعل أقوى {سنكتب ما قالوا} يقرأ بالنون، وما قالوا منصوب به {وقتلهم} معطوف عليه، وما مصدرية أو بمعنى الذى، ويقرأ بالياء وتسمية الفاعل، ويقرأ بالياء على ما لم يسم فاعله، وقتلهم بالرفع وهو ظاهر {ونقول} بالنون والياء.قوله تعالى: {ذلك} مبتدأ {بما} خبره، والتقدير: مستحق بما قدمت و{ظلام} فعال من الظلم.فإن قيل: بناء فعال للتكثير، ولا يلزم من نفى الظلم الكثير نفى الظلم القليل، فلو قال بظالم لكان أدل على نفى الظلم قليله وكثيره.فالجواب عنه من ثلاثة أوجه: أحدها أن فعالا قد جاء لا يراد به الكثرة كقول طرفة:
لا يريد هاهنا أنه قد يحل التلاع قليلا، لان ذلك يدفعه قوله: متى يسترفد القوم أرفد، وهذا يدل على نفى البخل في كل حال، ولأن تمام المدح لا يحصل بإرادته الكثرة.والثانى أن ظلام هنا للكثرة لأنه مقابل للعباد وفى العباد كثرة، وإذا قوبل بهم الظلم كان كثيرا.والثالث أنه إذا نفى الظلم الكثير انتفى الظلم القليل ضرورة، لأن الذي يظلم إنما يظلم لانتفاعه بالظلم، فإذا ترك الظلم الكثير مع زيادة نفعه في حق من يجوز عليه النفع والضر كان للظلم القليل المنفعة أترك، وفيه وجه رابع، وهو أن يكون على النسب: أي لا ينسب إلى الظلم فيكون من بزاز وعطار.قوله تعالى: {الذين قالوا} هو في موضع جر بدلا من قوله: {الذين قالوا} ويجوز أن يكون نصبا بإضمار أعنى ورفعا على إضمارهم {ألا نؤمن} يجوز أن يكون في موضع جر على تقدير: بأن لا نؤمن، لأن معنى عهد وصى، ويجوز أن يكون في موضع نصب على تقدير حرف الجر وإفضاء الفعل إليه، ويجوز أن ينتصب بنفسى عهد، لأنك تقول: عهدت إليه عهدا، لا على أنه مصدر لأنه معناه ألزمته، ويجوز أن تكتب أن مفصولة وموصولة، ومنهم من يحذفها في الخط اكتفاء بالتشديد {حتى يأتينا بقربان} في حذف مضاف تقديره: بتقريب قربان: أي يشرع لنا ذلك.قوله تعالى: {والزبر} يقرأ بغير باء اكتفاء بحرف العطف، وبالباء على إعادة الجار، والزبر جمع زبور مثل رسول ورسل {والكتاب} جنس.قوله تعالى: {كل نفس} مبتدأ، وجاز ذلك وإن كان نكرة لنا فيه من العموم و{ذائقة الموت} الخبر وأنث على معنى كل، لأن كل نفس نفوس، ولو ذكر على لفظ كل جاز، وإضافة ذائقة غير محضة لأنها نكرة يحكى بها الحال، وقرئ شاذا {ذائقة الموت} بالتنوين والإعمال، ويقرأ شاذا أيضا {ذائقه الموت} على جعل الهاء ضمير كل على اللفظ، وهو مبتدأ وخبر {وإنما} ما هاهنا كافة فلذلك نصب {أجوركم} بالفعل، ولو كانت بمعنى الذي أو مصدرية لرفع أجوركم.قوله تعالى: {لتبلون} الواو فيه ليست لام الكلمة، بل واو الجمع حركت لالتقاء الساكنين وضمة الواو دليل على المحذوف، ولم تقلب الواو ألفا مع تحركها وانفتاح ما قبلها، لأن ذلك عارض، ولذلك لا يجوز همزها مع انضمامها، ولو كانت لازمة لجاز ذلك.قوله تعالى: {لتبيننه}، {ولا تكتمونه} يقرآن بالياء على الغيبة، لإن الراجع إليه الضمير اسم ظاهر، وكل ظاهر يكنى عنه بضمير الغيبة، ويقرآن بالتاء على الخطاب وتقديره: وقلنا لهم لتبيننه، ولما كان أخذ الميثاق في معنى القسم جاء باللام والنون في الفعل ولم يأت بها في يكتمون اكتفاء بالتوكيد في الفعل الأول لإن تكتمونه توكيد.
|